بين
شيخ الإسلام ابن تيمية
وابن عرفة المالكي
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:شيخ الإسلام ابن تيمية
وابن عرفة المالكي
فقد كنت مرة أقرأ في كتاب إرشاد اللبيب إلى مقاصد حديث الحبيب لابن غازي المالكي فوجدته يقول
( (ص104): (وأما ابن تيمية فذكر ابن عرفة والبرزلي في الجامع من نوازله قبح حاله, وذكره ابن بطوطة في رحلته . وزاد موته في السجن والعياذ بالله سبحانه) فقلت سبحان الله! فإن ابن عرفة أولى أن يتكلم فيه. فقد ذكر ابن غازي نفسه في إرشاد اللبيب أيضا (ص204): (أنه مرض مرضا كان دواؤه أن يرضع اللبن من الثدي بفيه!.وأنفعه لبن الأتن ثم لبن النساء ثم لبن المعز.فكره ابن عرفة لبن الأتن استقذارا وتورعا لما فيه من الخلاف. وترك لبن المعز لأنه في الدرجة الثالثة!,واختار لبن النساء,!!فاستأجر أربع نسوة من نساء العضابين, وكان يرضعهن ,واغتفر ذلك وإن كن أجنبيات, لمكان الضرورة فشفاه الله)!!
قلت: أي ورع بارد هذا. يتورع عن لبن الأتن للخلاف والاستقذار. ولا يتورع عن ما هو أشد منه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) فكيف بمن مص من ثدي امرأة أجنبية عنه مرار,وهو من الأماكن التي تثير شهوتها.وأي ضرورة هذه إن كان له قدرة على لبن المعز. نسأل الله تعالى أن يعافينا من الهوى.
أما ما ذكره عن ابن بطوطة فقد قال في رحلته : (حضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر)
فلاحظ أخي أن ابن بطوطة دخل دمشق يوم الخميس, التاسع من شهر رمضان, عام سبعمائة وستة وعشرين. كما قال هو في رحلته (ص37) وقبض شيخ الإسلام ابن تيمية يوم الإثنين عصرا سادس عشر شعبان عام سبعمائة وستة وعشرين كما في البداية والنهاية (14/142)
فالظاهر إذن أن ابن بطوطة دخل دمشق بعد اعتقال ابن تيمية باثنين وعشرين يوما. فمتى رآه ؟
الجواب واضح: ....كذب ابن بطوطة الطنجي.ولا حول ولا قوة إلا بالله.
و أما موته في السجن فكان شهادة.وليس لأحد أن ينكر هذا. فقد ذكر ابن القيم في الوابل الصيب (ص66و67 ) عن ابن تيمية أنه قال وهو في سجنه : (ما يصنع أعدائي بي.أنا جنتي وبستاني في صدري.أين رحت فهي معي.لا تفارقني .إن حبسي خلوة.وقتلي شهادة.وإخراجي من بلدي سياحة) فكيف يستعاذ من الشهادة في سبيل الله تعالى.فإن كان الموت في الحبس في سبيل الله تعالى أمرا يستعاذ بالله منه على طريقة ابن غازي, فهل يليق أن يقال هذا في البويطي صاحب الشافعي وهو ثقة إمام متعبد زاهد, امتحن على السنة, ومات في السجن والقيد ببغداد.وكذلك أبو حنيفة رحمه الله تعالى,مات في السجن أيضا.
وصدق الله تعالى إذ قال – كما في الحديث القدسي – (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب). والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق