وجوب اقتداء المسبوق بالإمام على كل حال



وجوب اقتداء المسبوق بالإمام على كل حال
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فقد روى البخاري(610) ومسلم(602) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  (إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)
ففي الحديث أن المسبوق يتابع الإمام على أي حال وجده عليها, قائما أو راكعا أو ساجدا أو جالسا.
وأصرح منه ما روى الترمذي (591) حدثنا هشام بن يونس الكوفي حدثنا المحاربي عن الحجاج بن أرطاة عن أبي إسحاق عن هبيرة بن مريم عن علي وعن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل قالا : قال النبي صلى الله عليه وسلم :  (إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام)
 قال أبو عيسى: (هذا حديث غريب, لا نعلم أحدا أسنده إلا ما روي من هذا الوجه. والعمل على هذا عند أهل العلم, قالوا: ( إذا جاء الرجل والإمام ساجد فليسجد, ولا تجزئه تلك الركعة إذا فاته الركوع مع الإمام, واختار عبد الله بن المبارك أن يسجد مع الإمام. وذكر عن بعضهم فقال: ( لعله لا يرفع رأسه في تلك السجدة حتى يغفر له)) 
وهو اختيار ابن حزم في المحلى.وقال الصنعاني في السبل (2/79): (في الحديث دلالة على أنه يجب على من لحق بالإمام أن ينضم إليه في أي جزء كان من أجزاء الصلاة)
وقال الشوكاني في النيل(3/161): (الظاهر أنه يدخل معه في الحال التي أدركه عليها مكبرا معتدا بذلك التكبير)
أما  قول الترمذي : غريب, فتضعيف منه في الغالب.قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (): (فيه ضعف وانقطاع)
قال الشيخ أحمد شاكر معلقا على هذا في حاشيته على الترمذي (2/103/دار الفكر): (يريد بالضعف الإشارة إلى تضعيف حجاج بن أرطأة, وهو عندنا ثقة,إلا أنه يدلس, ولم يصرح بالسماع هنا, ويشير بالانقطاع إلى أن ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ, ولكن له شاهد من حديثه أيضا عند أبي داود)
أما حجاج بن أرطأة, فضعيف.وأما ابن أبي ليلى عن معاذ فمنقطع وأبو إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن.وهبيرة في ضعف.
  وروى أبو داود (893) وابن خزيمة (1622)والدارقطني (1/347) والحاكم (1/336) وغيرهم عن نافع بن يزيد حدثني يحيى بن أبي سليمان عن زيد بن أبي العتاب وابن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  (إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة  ).
قال ابن خزيمة : (في القلب من هذا الإسناد. فإني كنت لا أعرف يحيى بن أبي سليمان بعدالة ولا جرح. قال أبو بكر نظرت فإذا أبو سعيد مولى بني هاشم قد روى عن يحيى بن أبي سليمان هذا أخبارا ذوات عدد)
قلت: بل قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه,أي للمتابعة! وذكره ابن حبان في كتاب الثقات. ولذلك قال الحافظ في التقريب: لين الحديث.
والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود والإرواء رقم (496).
وروى أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (1/227) عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل من أهل المدينة  -وفي رواية له عن رجل من الأنصار - عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه سمع خفق نعلي وهو ساجد, فلما فرغ من صلاته قال: من هذا الذي سمعت خفق نعله قال: أنا يا رسول الله قال فما صنعت قال وجدتك ساجدا فسجدت فقال هكذا فاصنعوا ولا تعتدوا بها من وجدني راكعا أو قائما أو ساجدا فليكن معي على حالي التي أنا عليها ) وهذا إسناد صحيح كالشمس.
 وقد ذكره الشيخ الألباني في الإرواء (2/261) من رواية البيهقي (2/89) من طريق شعبة بلفظ (إذا جئتم والإمام راكع فاركعوا ، وإن كان ساجدا فاسجدوا، ولا تعتدوا بالسجود إذا ليكن معه الركوع). وقال : (وهو شاهد قوي فإن رجاله كلهم ثقات، وعبد العزيز ابن رفيع تابعي جليل روى عن العبادلة : ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وغيرهم من الصحابة وجماعة من كبار التابعين ، فإن كان شيخه - وهو الرجل الذي لم يسمه - صحابيا فالسند صحيح ، لأن الصحابة كلهم عدول فلا يضر عدم تسميته كما هو معلوم ، وإن كان تابعيا ، فهو مرسل لا بأس به كشاهد ، لأنه تابعي مجهول ، والكذب في التابعين قليل ، كما هو معروف)
قلت:ورواه عبد الرزاق (2/281)أيضا , والذي يظهر في رواية ابن أبي شيبة أنه صاحب القصة والله أعلم!
وقول الشيخ الألباني: (كشاهد) خطأ. والصحيح (شاهدا) كما في (تقويم اللسانين) لشيخ شيخنا الهلالي.
وروى الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب ( 1189 ) عن ابن عمر مرفوعا: (إذا دخل أحدكم المسجد والإمام في التشهد فليكبر وليجلس كذلك معه فإذا سلم فليقم إلى صلاته فإنه قد أدرك فضل الجماعة).!
فالحديث صحيح بمجموع طرقه  والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق